بالصور النادرة ..قصة الوالي " جميل باشا " الذي سميت " محلة الجميلية " باسمه ..بقلم المحامي علاء السيد حصريا على روتانا توداى

من طرف **admin** الإثنين فبراير 28, 2011 11:52 pm

[size=9]هو من أشهر ولاة حلب ، وقد سميت محلة الجميلية باسمه بعدما أنشأ قصره الضخم فيها.[/size]

[size=9]كان موضع هذا القصر مجهولاً ومثار جدل بين الباحثين.[/size]

[size=9]بحثت
عن مكانه طويلاً حتى استطعت التوصل إلى مكانه المحدد بعد العثور على صورة
نادرة له ، فقد بُني في الأرض الواقعة على الضفة الأخرى من مدرسة معاوية
الحالية، ثم هدم نصفه الأيسر في الستينيات من القرن العشرين و أنشأت بناية
سكنية مكانه ، كما هدم نصفه الأيمن مؤخراً في عام 2009 م لانشاء بناء
تجاري مكانه .[/size]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[size=9]صورة نادرة لقصر الوالي جميل باشا ، و هو من أول الابنية في محلة الجميلية[/size]

[size=9]على الرغم من كونه بناء أثريا مهماً لا يجوز هدمه !!!!!!!!.[/size]

[size=9]سيرة حياة الوالي جميل باشا [/size]

[size=9]ولى العثماني جميل باشا ولاية حلب عام 1880 م ، و طالت ولايته ست سنوات حتى عام 1886 م.[/size]

[size=9]كان جميل باشا داهية ، طاغية ، قل نظيره.[/size]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[size=9]تخرج
من مكتب الفنون الحربية ليصبح ضابطاً (ياوراً) أي مرافقاً للسلطان عبد
العزيز ، ثم قائداً لفرقة جنود متمركزة بحلب برتبة فريق في الجيش
العثماني ، وقد قام بكبح جماح الغوغاء الذين هاجموا حوانيت التجار
الحلبيين قصد نهبها، فأحبه الحلبيون لذلك وطلبوا منه أن يكون والياً
عليهم. [/size]

[size=9]فما كان من والي حلب سعيد باشا إلا أن استقال عندما علم برغبة الناس هذه .

أرسل جميل باشا معروضاً كتبه سكان حلب يطلبون فيه من الأستانة تعيين جميل باشا والياً عليها، فوافقت الأستانة. [/size]

[size=9]ُعُين والياً على حلب ثم أُنعم عليه السلطان برتبة المشير.[/size]

[size=9]أدركه مؤرخ حلب راغب الطباخ وذكر أنه كان يكثر الجلوس بعد صلاة الجمعة في سوق الجوخ في دكان أحمد أفندي بطيخة. [/size]

[size=9]وذكر أنه كان عظيم الهيبة كثير الوقار انتشر الأمن في عهده لخوف قطاع الطرق من شدة بطشه. [/size]

[size=9]كان كثير العطف على الضعفاء وشديد المضايقة للأغنياء والوجهاء.[/size]

[size=9]و قد قدمت له الأديبة الحلبية مريانا مراش قصيدة مدح ذكرت فيها مناقبه .[/size]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[size=9]القصيدة التي مدحت فيها ماريانا مراش الوالي جميل باشا [/size]

[size=9]اهتم بافتتاح المكاتب التعليمية ( المدارس ) وترميم المساجد وتوسيع الجادات ، ثم عزل عن حلب وعين بعدها والياً على الحجاز.[/size]

[size=9]قصة عزل الوالي حسين جميل باشا[/size]

[size=9]من
أهم أسباب عزل الوالي جميل باشا، الحادثة المثيرة للجدل التي حدثت بينه
وبين أحد المواطنين الأرمن واسمه " زيرون جقمقيان المرعشي " في عام 1885
م في ساحة الفرج .[/size]

[size=9]فقد
كان جميل باشا قد منع هذا الأرمني (على الرغم من سمعته العطرة) من عمله
وكيلاً للدعاوي في عدلية حلب ( كان المحامي يسمى حينها وكيل دعاوي ) ،
بعدما استلم دعوى أقامها الأهالي ضد الوالي جميل باشا، وكان متمرناً لدى
عبد الرحمن الكواكبي.[/size]

[size=9]سافر زيرون إلى مرعش فُمنع من العمل هناك كذلك، فسافر إلى أنطاكية فُمنع أيضاً بتحريض من جميل باشا.[/size]

[size=9]تقدم
هذا الرجل من موكب جميل باشا المتوجه من قصره في الجميلية باتجاه ساحة
باب الفرج في الحادية عشر ليلاً ، وصرخ محتجاً على منعه من العمل.[/size]

[size=9]حدث هرج ومرج، زعم خلاله جميل باشا أن الأرمني زيرون أشهر مسدساً قصد اغتياله.[/size]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[size=9]صورة نادرة ملتقطة من سطح مدرسة التجهيز ( المأمون ) تظهر فيها محلة الجميلية .[/size]

[size=9]يسار الصورة قصر جميل باشا و أمامه دار الوالي ( مدرسة معاوية )[/size]

[size=9]اختلفت روايات المؤرخين في قيام زيرون بمحاولة اغتيال الوالي، فمنهم من قبلها، ومنهم من اعتبر أن جميل باشا اختلقها كحجة جاهزة.[/size]

[size=9]قبض الحرس على زيرون ونُقل إلى دمشق ، وحكم عليه بالسجن خمسة عشر عاماً، توفي زيرون بعد إمضاء ثلاث سنوات في السجن .

قبض جميل باشا على مجموعة من وجهاء حلب بعدما اتهمهم بأنهم دفعوا زيرون
لمحاولة اغتياله ، ومنهم حسام الدين أفندي القدسي ، ونافع باشا الجابري ،
وعبد الرحمن آغا كتخدا ( كيخيا ) ، وعبد الرحمن أفندي الكواكبي ،ومحمود
آغا الشربتجي ، ومصطفى آغا يازجي وغيرهم .[/size]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[size=9]تمكن
عبد الرحمن الكواكبي وهو داخل السجن من إرسال عدة برقيات إلى السلطان عبد
الحميد وإلى وزير الحقانية (العدل) والصدر الأعظم (رئيس الوزراء) وإلى أبي
الهدى أفندي الصيادي شيخ شيوخ السلطنة .

قال الكواكبي في برقيته المرسلة لأبي الهدى الصيادي : أن ولاية حلب، وهي
الوطن العزيز لسعادة أبي الهدى تعاني منذ سنوات من نير الاستبداد.[/size]

[size=9]إن معظم مواطنيها، وبخاصة نبلائها ووجهائها وكبار موظفيها، يتعرضون لمضايقات الوالي الكيدية، وباتوا غير آمنين على حياتهم.[/size]

[size=9] طالبت البرقية المودعة في محفوظات الخارجية البريطانية، الصيادي بنقل مأساة حلب إلى «أمير المؤمنين» السلطان عبد الحميد .[/size]

[size=9]في خطوة تصعيدية قام جميل باشا بكف يد القائد العسكري لحلب محمد علي باشا وعزله واستلم قيادة الجنود بنفسه.[/size]

[size=9]خرجت
مظاهرة نسائية من دار أحمد توفيق أفندي الكيخيا الواقعة أمام القلعة جهة
(المبنى القديم للهجرة والجوازات) ضمت نساء الموقوفين للتنديد بأفعال
الوالي و يقال أنها أول المظاهرات النسائية في تاريخ حلب .[/size]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[size=9]صدف
وجود مفتش عالي المقام اسمه " صاحب بك " مرسل من الأستانة للتحقيق في شكوى
كان قد رفعها سابقا أحمد أفندي كيخيا عضو مجلس الولاية - كتبها له عبد
الرحمن أفندي الكواكبي - وهذه الشكوى تعارض قيام الوالي جميل باشا
بالاستيلاء على خمسة آلاف ليرة ذهب عثمانية بحجة أنها إعانة وهدية من تركة
" الحاج مصطفى آغا كتخدا بن بكور آغا " زعيم آل كيخيا المتوفي حديثاً في
تلك الفترة، وكان من عادة جميل باشا أن يأخذ حصة من تركة أي ثري متوفي .[/size]

[size=9]كما
كان أحمد أفندي كيخيا قد عارض الوالي جميل باشا عندما هم بنفي نافع باشا
الجابري إلى مرعش ناوياً إركابه على دابة طوال الطريق إليها في شهر تموز
والحر شديد، قصد القضاء عليه للاستيلاء على حصة من تركته.[/size]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[size=9]فحقد
عليه جميل باشا، وأرسل احد أعضاء مجلس إدارة الولاية وهو " رزق الله وكيل
" بعدما هدده وضغط عليه ليشهد أمام السلطان ( أن أحمد أفندي كيخيا
عميل للإنكليز أعداء السلطان ) و لكن رزق الله وكيل لم يرضخ لتهديدات
جميل باشا و شهد بالحق أمام السلطان وفضح دسيسة جميل باشا .

أرسل السلطان المفتش الآنف الذكر ليحقق في هذا الموضوع فتصادف وجوده مع
الحادثة المزعومة وهي محاولة اغتيال جميل باشا ، وشهد ردة فعله تجاه وجهاء
حلب، فرفع المفتش تقريره مع تقرير القائد العسكري المعزول محمد علي باشا
إلى الأستانة بطلب عزل جميل باشا لتحقق جوره.[/size]

[size=9]فصدر قرار السلطان عبد الحميد بنقله من حلب إلى الحجاز ، على الرغم من نفوذ والده نامق باشا الواسع في الأستانة .[/size]

[size=9]وقد أمر الباب العالي الفريق شاكر باشا بالسفر من دمشق فوراً إلى حلب لاستلام القيادة العسكرية خوفاً من تمرد جميل باشا .[/size]

[size=9]فعلا تم ذلك، وعندما صار جميل باشا بدون قوات عسكرية، ورد أمر نقله للحجاز .[/size]

[size=9]بعدها بفترة وجيزة توفي جميل باشا في قصره بمحلة جامليجه في دار السعادة (استانبول) سنة 1888 م.[/size]

[size=9]تبدل اسم محلة الجميلية الى محلة " السليمية" في القيود الرسمية العثمانية و لكن بقي اسم الجميلية هو المتداول بين الناس .[/size]