قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا
أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا
رسول الله ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره و كثرة الخطا إلى المساجد
وانتظار الصلاة بعض الصلاة ، فذلكم الرباط فذلكم الرباط
) .رواه مسلم .

قال ابن عثيمين :
الخير له طرق كثيرة وهذا من فضل الله على عباده من أجل أن تتنوع لهم
الفضائل والأجور والثواب الكبير ولو كان الخير طريقا واحدا لمل الناس ولكن
إذا تنوع كان ذلك أرفق بالناس .

إسباغ الوضوء على المكاره
: يعني إتمام الوضوء في أيام الشتاء لأن أيام الشتاء يكون فيها الماء
باردا وإتمام الوضوء يعني إسباغه وبذلك تكون المشقة على النفس فإذا أسبغ
الإنسان وضوءه مع هذه المشقة دل ذلك على كمال إيمانه
فيرفع بذلك درجات العبد ويحط عنه خطيئته

كثرة الخطا إلى المساجد
: فيه دلالة على أن الجماعة تكون في المساجد ولا تكون في البيت فإن
الإنسان إذا كثرت خطاه إلى المساجد يرفع الله به درجاته ويمحو الله عنه
الخطايا فإذا وصل إلى المسجد وصلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في
مصلاه اللهم صلي عليه الله اغفر له اللهم ارحمه .

كثرة الخطا : معناه أن الإنسان يأتي إلى المسجد ولو من بعد وليس معناها أن الإنسان يسلك الطريق البعيد أو يقارب بين خطواته فهذا غير مشروع .

انتظار الصلاة بعد الصلاة
: بمعنى أن الإنسان إذا فرغ من هذه الصلاة يتشوق إلى الصلاة الأخرى وهكذا
يكون قلبه معلقا بالمساجد وهذا مما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات

فذلكم الرباط فذلكم الرباط : المعنى أن هذه الخلال تربط صاحبها عن المعاصي وتكفه عنها .

شرح رياض الصالحين في كلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ..